مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 08:54:00 م

إمارة قرطبة " المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس "
 إمارة قرطبة " المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس "
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

استكمالاً لمقالنا السابق عن المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس " إمارة قرطبة " ...

محاولاتٌ يائسة تبوء بالفشل:

عُرف عن جميع حكام |الأندلس |تعصّبهم للعرب وتفضيلهم لهم على الأعراق الأخرى، فكان وضع المولَّدين ليس جيداً أبداً، بل كانوا مواطنين من الدرجة الثانية، رغم أنهم| مسلمون|

 ولذلك فقد قاموا ببعض الإضرابات وحركات التمرّد في محاولةٍ لتحسين أوضاعهم، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل في ظل قسوة |الأمويين| في قمع أي شكلٍ من أشكال الانقلاب على حكمهم.  


ثورة عمر بن حفصون:

شهدت فترة حكم محمد بن عبد الرحمن الثاني، اندلاع أشهر وأشدّ ثورةٍ في بلاد الاندلس، بقيادة أحد المولّدين يدعى "عمر بن حفصون"، الذي استغل الاضطرابات الدينية والعرقية في الأندلس

 فجمع حوله جميع معارضي الحكم الأموي، واستطاع تكوين دولةٍ واتخذ من مدينة "بوباسترو" في الجنوب عاصمةً له، كما استطاع الاستمرار في ثورته لنصف قرن، فشل خلاله ثلاثة أمراء أمويين من إخمادها.


مدن الأندلس تتمرّد:

لم تكن ثورة عمر بن حفصون الوحيدة في ذلك الوقت، فقد شهد عصر محمد بن عبد الرحمن تمرّد بعض المدن مثل مدينة طليطلة، التي عرف سكانها برفضهم الدائم للحكم |الأموي|

 فثاروا على الأمير محمد الذي استطاع قمع ثورتهم سنة 852م رغم تحالفهم مع الأستورياس وشعب "الباسك" في الشمال

 وذلك في معركة وادي سليط قرب طليطلة.


كبوة العصر الأموي في الأندلس:

رغم اشتعال فترة حكم محمد بن عبد الرحمن الثاني بالثورات والصراعات الداخلية، فإنه لم يهمل الجوانب العلمية والفنية والأدبية في دولته

 ففي فترة حكمه ازدهرت العلوم والفنون فاشتهر العالم الكبير |عباس بن فرناس| الذي حاول الطيران

 وبعد وفاته سنة 886م تولّى ابنه المنذر الحكم ولكنه توفي بعد سنتين أمضاهما في محاربة عمر بن حفصون

 فتولّى أخوه عبد الله الحكم، ومعه بدأت نهاية عصر| إمارة قرطبة |في الأندلس.


  مملكة أستورياس تتوسع على حساب المسلمين:

اشتعلت الثورات في عهد عبد الله بن محمد، فاستقلّت عنه جميع مدن الأندلس باستثناء قرطبة

 كما توسّعت مملكة أستورياس بقيادة ألفونسو الثالث في الشمال، فاحتلت بعض المدن والمناطق الأندلسية، وفشل جيش المسلمين في استعادتها

ومن أهم المدن التي خسرها |المسلمون| هناك مدينة "سمورة" التي قُتل على أسوارها القائد العربي الشهير أحمد بن معاوية المشهور بلقب "ابن القط" سنة 893م.

توفي الأمير عبد الله بن محمد سنة 912م، فآل الحكم إلى ولده عبد الرحمن الثالث، الذي تمكّن من استعادة هيبة |الدولة الأموية|، وأعلن نفسه خليفةً للمسلمين شنة 929م

 فبدأت بذلك مرحلةٌ جديدةٌ من تاريخ الأندلس، هي مرحلة خلافة قرطبة، والتي سنتناولها في مقالةٍ قادمة،


فإذا أردت معرفة المزيد فشارك المقالة مع أصدقائك.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.